حدوته الجميله والوحش ...........
كان يا ما كان يا سعد يا اكرام وما يحلى الكلام الا بذكر النبى عليه افضل الصلاه والسلام
كان فى زمان رجل عنده ثلاث بنات من بينهم فتاه جميلة باذخة الرقة والحنان والذكاء وفى يوم كان على والدها ان يسافر فى رحله عمل فطلبت من والدها ورده حمراء وردة ناعمة لا تكلفه الكثير وهو الرجل البسيط الذي عليه أن يلبي رغبات بناته الثلاث وفى طريق العوده بحث كثيرا عن الورده الحمراء فلم يجدها وفى الطريق وجد قصرا مهجورا به حديقه غناء بها كل انواع الزهور وفى اثناء تجوله بها وجد الورده الحمراء فقطفها ولكنه لم يعلم ان عليه هو وابنته ان يدفع ثمن قطفه لتلك الورده الحمراء وهكذا كان ثمن هذه الوردة التي قطفها والدها من حديقة الوحش الانتقال للعيش في قصر هذا الوحش وإلا قتل والدها بعد أن أخذ منه ميثاق غليظ أن يعود له برفقة ابنته التي تجرأ من أجلها على قطف الوردة من قصره
ويعود والد الفتاة مهموم حزين ليعلم ابنته بأن الوردة الناعمة التي قطفها من أجلها ستكلفها حياتها أو حياته وعليها أن تضحي هي أو أحد أخواتها بالعيش معه وهذا الأمر لا يقبله والدها ، لذلك يقرر أن يحنث بالوعد مع الوحش وإن كلفه هذا حياته .
إلا أن الفتاة تقبل التضحية وتتقدم بطيب خاطر لتقابل المجهول الذي فرضته عليها هذه الوردة بعد أن وبختها أخواتها على مطلبها السخيف هذا الذي جر لهم الويلات والحزن .
وتذهب الفتاة مع والدها لقصر الوحش الذي كان صوته زئير و منظره منفر يدب الرعب في قلوب مشاهديه ويخفي القسم الأعظم من وجهه القبيح بعباءة سوداء تلف جسده الضخم ، ويدان يغطيهما الشعر وأنامل تبرق فوقها مخالب حادة تقشعر الأبدان لمرآها .. ويغادر والدها بحزن و تقفل القلعة بوابتها على مصير غامض ينتظر هذه الفتاة مع هذا الوحش الذي تزوجته ثمناً للوردة قطفها والدها من قصره ..
وهكذا تدور الأحداث في قلعة هذا الوحش الذي يبدأ بمعاملة الجميلة بقسوة شديدة ويرفض حتى أن تنير أرجاء القصر حتى لا ترى وجهه القبيح وهكذا تعيش بعتمة تحاول جاهدة أن تخرج منها بمجابهتها لا الهروب منها ..
ويتفنن الوحش باضطهاد الجميلة لأنه يعلم بأنها لم تأتي لقصره حباً به وعن رغبة منها بل من أجل حماية والدها ودفع ثمن التطاول على حديقته .
وتبدأ الفتاة بالتعرف على الأشياء من حولها وتكتشف بأن هناك سحر غريب في هذه القلعة فالصحون والأباريق تتكلم معها وتكون معها صداقة حميمة .. وتقع الجميلة تدريجياً بحب القلعة والمكان الذي تعيش به وبجمال روحها وحنانها تعكس صفاء نفسها على الأشياء وزوايا المكان .
فتعمل على إزالة ركام الغبار الذي تكدست على أثاث القصر ، وتشذب أشجار الحديقة المتوحشة و تنسق الزهور في تربتها وتملأ أرجاء القصر بالورد والحياة و صوتها العذب الذي ينساب بحنان يأسر قلب من يسمعه.
وتتقابل الفتاة مع الوحش على مائدة الطعام فيكون لقاءهما لقاء الأضداد تحف العتمة وجه هذا الوحش القبيح وصوت همهماته المتوحشة وهو يتناول طعامه مخفياً وجهه فيما تحدق الجميلة به بحذر وصمت وبراءة لا تحمل في عيني صاحبتها إلا جمال الطهر ،وهي تسعى جاهدة أن تتمالك شجاعتها وتكسر هذا الصمت المتوتر الذي يقف كالجدار العظيم بينها وبين هذا الوحش .
وعلى مائدة الطعام حاولت الجميلة مراراً أن تفتعل حديث مع الوحش ولكنه كان يتجاهلها ويلوذ بالصمت ، أما هي فلم تيأس وعندما تعددت محاولتها لتعرف لم يعاملها الوحش بقسوة ولم أسرها في قلعته بدعوى إنه تزوجها ؟ وهل تستحق أن تعاقب بمثل هذه القسوة من أجل وردة قطفها والدها من حديقته؟
زأر الوحش بصوت كأنه الرعد وبرق الشرار بعينيه المظللة بالعباءة السوداء الطويلة التي يسدلها من قمة رأسه لأسفل قدميه ، وصرخ بها قائلاً :
أتظنين بأني أحمق؟ ولا أعرف ما تخفينه من كره ليّ أنتِ ووالدكِ؟ ـ لقد أعلمني والدك بأنكِ كنت ستتزوجين من أوسم شاب في قريتكم ذاك المتغطرس المتباهي بوسامته المدعى "غاستون" وأنا أكرهكِ وأكرهه .
و ذهلت الجميلة من كلام الوحش الذي كان يقذفه بوجهها بحنق وكره شديد !
وأخذت تبكي بألم وهي تحاول أن توضح للوحش بأن هذا المتغطرس"غاستون" هو الذي كان يشيع بالقرية بأنه يريد أن يتزوج بها أما هي فلا تكن له مشاعر حب أو حتى كره فقد كان كل اهتمامها بالقراءة والكتب لأنها تعشقهما بشدة . ولكن الوحش لم يستمع لها لأن الكره والغضب استبد به وقاطعها بصوت كأنه النصل قائلاً :
- إياكِ أن تحاولي خداعي أو حتى محادثتي فلا حديث بيننا لنقوله .
وانصرفت الجميلة لحجرتها وعيناها مغرقة بالدموع لأنها لا تستحق كل ما ألم بها ، فلم تحصد شراً لم تزرعه يداها ؟
وفي أثناء بكائها اقترب منها أصدقاؤها "الشمعدان والساعة والإبريق" محاولين أن يخففوا عنها أحزانها و شرعوا بالغناء من حولها ليطردوا شبح الحزن الذي ألم بها ..
وفعلاً نجح أصدقاؤها الجوامد بإخراجها من شبح الحزن وشرعت الجميلة تتأمل بهم وبالأشياء من حولها فدخل الأمل من جديد لقلبها وشرعت تغني هي الأخرى معهم من أجل "الأمل والحب والحياة" ، فيما أخذ الوحش ينصت لصوتها العذب وهو ينساب كخرير السواقي الهادئة......... !
وتعالى صوت الغناء وبدأ الأصدقاء يرقصون حول الجميلة وانطلقوا في ارجاء القصر يرقصون ويغنون فيما الوحش بحجرته ينصت لهم متعجباً من شعور جديد بدأ يدب في أطرافه وهو الوحش الذي لم يعهد أي نوع من المشاعر أو العواطف تزوره أو تعرف طريقها لقلبه !
وبدأ الوحش ينصت باهتمام للغناء ، ومن دون أن يدرك ما ألم به أخذ يتمايل مع غنائهم ويترنم بصوته المتوحش بأناشيدهم وتسلل على أطرافه لخارج حجرته ليشاهد لأول مرة بعينيه القاسية " الحياة والربيع يرقص ويغني في بهو قصره" متمثلاً بهذه الجميلة التي كلما ازداد هو إذلالاً وتعذيباً لها كلما ازدادت هي جمالاً وحباً للحياة كأن الأمل الذي جف في صدره لا يكف عن التدفق في قلب هذه الحسناء !
و مدت الحسناء يدها للوحش وشجعه بالغناء أصدقاؤها وتقدمت رويداً رويداً من الوحش ، ويدها ممدودة له وفمها الجميل لا يكف عن الغناء ...
ووقفت أمامه تغرد بأجمل الأناشيد وتشجعه كي يغني معها من أجل ( محبة الآخرين ، والأمل ، والحياة ) .. و مد الوحش متردداً يده البشعة بأناملها التي تنتهي بمخالب مخيفة وشعر أجعد يكسو كفه الخشن ، ليلامس النعومة والصبا والجمال بكف هذه الجميلة التي احتضنت بيديها كفه ، فيما شعر الوحش لأول مرة بشعور غريب لملس يد هذه الجميلة ، بشعور سمع عنه كثيراً إنه ، أنه ، إنه .... ..."الحنـان" الذي لم يذق طعمه قلبه النابض بالقسوة بين أضلاعه .. !
وشرع يغني بصوته الوحشي المنفر بنبرة منخفضة ، ويعود ليلزم الصمت ، والخجل مرتسماً بعينيه لبشاعة صوته ، فيما الجميلة أخذت تشجعه بعينيها الجميلتين على الغناء وملامحها البريئة تعكس ابتسامة ملؤها الحنان والمودة لهذا الوحش الضخم الذي تمسك بكفه الخشنة بيديها الناعمتين ..
وهكذا بدأت العلاقة بين الجميلة والوحش تأخذ منحى جديد ، وبدأ الوحش يستسيغ عشرة الجميلة والحياة الجديدة التي نقلتها لقصره ، وعرف لأول مرة معنى الربيع و الأمل .. وأخذ يخرج من عزلته يوماً بعد يوم ، ليتجاذب أطراف الحديث القصير مع الجميلة وهو متخفٍ وراء ردائه الطويل حتى لا ترى قبحه الذي يخفيه عنها .. فيما استمرت الجميلة تنثر الأمل والزهور بين زوايا قصر الوحش فجددت الحياة في كل ركن به ، حتى جاء اليوم الذي دخلت به غرفة مظلمة معزولة كان الوحش يدخلها من وقت لآخر ويمضي بها ساعات طويلة يعوي بألم وحزن ، ويعود ليخرج منها حزيناً كارهاً لكل ما حوله ..
لم يكن يدفع الجميلة لدخول هذه الحجرة سوى الفضول الذي كان يسيطر عليها لتكتشف سر هذه الحجرة ..
واقتاد الفضول قدما الجميلة لتقتحم عتبة الحجرة .
يتبع......................
كان يا ما كان يا سعد يا اكرام وما يحلى الكلام الا بذكر النبى عليه افضل الصلاه والسلام
كان فى زمان رجل عنده ثلاث بنات من بينهم فتاه جميلة باذخة الرقة والحنان والذكاء وفى يوم كان على والدها ان يسافر فى رحله عمل فطلبت من والدها ورده حمراء وردة ناعمة لا تكلفه الكثير وهو الرجل البسيط الذي عليه أن يلبي رغبات بناته الثلاث وفى طريق العوده بحث كثيرا عن الورده الحمراء فلم يجدها وفى الطريق وجد قصرا مهجورا به حديقه غناء بها كل انواع الزهور وفى اثناء تجوله بها وجد الورده الحمراء فقطفها ولكنه لم يعلم ان عليه هو وابنته ان يدفع ثمن قطفه لتلك الورده الحمراء وهكذا كان ثمن هذه الوردة التي قطفها والدها من حديقة الوحش الانتقال للعيش في قصر هذا الوحش وإلا قتل والدها بعد أن أخذ منه ميثاق غليظ أن يعود له برفقة ابنته التي تجرأ من أجلها على قطف الوردة من قصره
ويعود والد الفتاة مهموم حزين ليعلم ابنته بأن الوردة الناعمة التي قطفها من أجلها ستكلفها حياتها أو حياته وعليها أن تضحي هي أو أحد أخواتها بالعيش معه وهذا الأمر لا يقبله والدها ، لذلك يقرر أن يحنث بالوعد مع الوحش وإن كلفه هذا حياته .
إلا أن الفتاة تقبل التضحية وتتقدم بطيب خاطر لتقابل المجهول الذي فرضته عليها هذه الوردة بعد أن وبختها أخواتها على مطلبها السخيف هذا الذي جر لهم الويلات والحزن .
وتذهب الفتاة مع والدها لقصر الوحش الذي كان صوته زئير و منظره منفر يدب الرعب في قلوب مشاهديه ويخفي القسم الأعظم من وجهه القبيح بعباءة سوداء تلف جسده الضخم ، ويدان يغطيهما الشعر وأنامل تبرق فوقها مخالب حادة تقشعر الأبدان لمرآها .. ويغادر والدها بحزن و تقفل القلعة بوابتها على مصير غامض ينتظر هذه الفتاة مع هذا الوحش الذي تزوجته ثمناً للوردة قطفها والدها من قصره ..
وهكذا تدور الأحداث في قلعة هذا الوحش الذي يبدأ بمعاملة الجميلة بقسوة شديدة ويرفض حتى أن تنير أرجاء القصر حتى لا ترى وجهه القبيح وهكذا تعيش بعتمة تحاول جاهدة أن تخرج منها بمجابهتها لا الهروب منها ..
ويتفنن الوحش باضطهاد الجميلة لأنه يعلم بأنها لم تأتي لقصره حباً به وعن رغبة منها بل من أجل حماية والدها ودفع ثمن التطاول على حديقته .
وتبدأ الفتاة بالتعرف على الأشياء من حولها وتكتشف بأن هناك سحر غريب في هذه القلعة فالصحون والأباريق تتكلم معها وتكون معها صداقة حميمة .. وتقع الجميلة تدريجياً بحب القلعة والمكان الذي تعيش به وبجمال روحها وحنانها تعكس صفاء نفسها على الأشياء وزوايا المكان .
فتعمل على إزالة ركام الغبار الذي تكدست على أثاث القصر ، وتشذب أشجار الحديقة المتوحشة و تنسق الزهور في تربتها وتملأ أرجاء القصر بالورد والحياة و صوتها العذب الذي ينساب بحنان يأسر قلب من يسمعه.
وتتقابل الفتاة مع الوحش على مائدة الطعام فيكون لقاءهما لقاء الأضداد تحف العتمة وجه هذا الوحش القبيح وصوت همهماته المتوحشة وهو يتناول طعامه مخفياً وجهه فيما تحدق الجميلة به بحذر وصمت وبراءة لا تحمل في عيني صاحبتها إلا جمال الطهر ،وهي تسعى جاهدة أن تتمالك شجاعتها وتكسر هذا الصمت المتوتر الذي يقف كالجدار العظيم بينها وبين هذا الوحش .
وعلى مائدة الطعام حاولت الجميلة مراراً أن تفتعل حديث مع الوحش ولكنه كان يتجاهلها ويلوذ بالصمت ، أما هي فلم تيأس وعندما تعددت محاولتها لتعرف لم يعاملها الوحش بقسوة ولم أسرها في قلعته بدعوى إنه تزوجها ؟ وهل تستحق أن تعاقب بمثل هذه القسوة من أجل وردة قطفها والدها من حديقته؟
زأر الوحش بصوت كأنه الرعد وبرق الشرار بعينيه المظللة بالعباءة السوداء الطويلة التي يسدلها من قمة رأسه لأسفل قدميه ، وصرخ بها قائلاً :
أتظنين بأني أحمق؟ ولا أعرف ما تخفينه من كره ليّ أنتِ ووالدكِ؟ ـ لقد أعلمني والدك بأنكِ كنت ستتزوجين من أوسم شاب في قريتكم ذاك المتغطرس المتباهي بوسامته المدعى "غاستون" وأنا أكرهكِ وأكرهه .
و ذهلت الجميلة من كلام الوحش الذي كان يقذفه بوجهها بحنق وكره شديد !
وأخذت تبكي بألم وهي تحاول أن توضح للوحش بأن هذا المتغطرس"غاستون" هو الذي كان يشيع بالقرية بأنه يريد أن يتزوج بها أما هي فلا تكن له مشاعر حب أو حتى كره فقد كان كل اهتمامها بالقراءة والكتب لأنها تعشقهما بشدة . ولكن الوحش لم يستمع لها لأن الكره والغضب استبد به وقاطعها بصوت كأنه النصل قائلاً :
- إياكِ أن تحاولي خداعي أو حتى محادثتي فلا حديث بيننا لنقوله .
وانصرفت الجميلة لحجرتها وعيناها مغرقة بالدموع لأنها لا تستحق كل ما ألم بها ، فلم تحصد شراً لم تزرعه يداها ؟
وفي أثناء بكائها اقترب منها أصدقاؤها "الشمعدان والساعة والإبريق" محاولين أن يخففوا عنها أحزانها و شرعوا بالغناء من حولها ليطردوا شبح الحزن الذي ألم بها ..
وفعلاً نجح أصدقاؤها الجوامد بإخراجها من شبح الحزن وشرعت الجميلة تتأمل بهم وبالأشياء من حولها فدخل الأمل من جديد لقلبها وشرعت تغني هي الأخرى معهم من أجل "الأمل والحب والحياة" ، فيما أخذ الوحش ينصت لصوتها العذب وهو ينساب كخرير السواقي الهادئة......... !
وتعالى صوت الغناء وبدأ الأصدقاء يرقصون حول الجميلة وانطلقوا في ارجاء القصر يرقصون ويغنون فيما الوحش بحجرته ينصت لهم متعجباً من شعور جديد بدأ يدب في أطرافه وهو الوحش الذي لم يعهد أي نوع من المشاعر أو العواطف تزوره أو تعرف طريقها لقلبه !
وبدأ الوحش ينصت باهتمام للغناء ، ومن دون أن يدرك ما ألم به أخذ يتمايل مع غنائهم ويترنم بصوته المتوحش بأناشيدهم وتسلل على أطرافه لخارج حجرته ليشاهد لأول مرة بعينيه القاسية " الحياة والربيع يرقص ويغني في بهو قصره" متمثلاً بهذه الجميلة التي كلما ازداد هو إذلالاً وتعذيباً لها كلما ازدادت هي جمالاً وحباً للحياة كأن الأمل الذي جف في صدره لا يكف عن التدفق في قلب هذه الحسناء !
و مدت الحسناء يدها للوحش وشجعه بالغناء أصدقاؤها وتقدمت رويداً رويداً من الوحش ، ويدها ممدودة له وفمها الجميل لا يكف عن الغناء ...
ووقفت أمامه تغرد بأجمل الأناشيد وتشجعه كي يغني معها من أجل ( محبة الآخرين ، والأمل ، والحياة ) .. و مد الوحش متردداً يده البشعة بأناملها التي تنتهي بمخالب مخيفة وشعر أجعد يكسو كفه الخشن ، ليلامس النعومة والصبا والجمال بكف هذه الجميلة التي احتضنت بيديها كفه ، فيما شعر الوحش لأول مرة بشعور غريب لملس يد هذه الجميلة ، بشعور سمع عنه كثيراً إنه ، أنه ، إنه .... ..."الحنـان" الذي لم يذق طعمه قلبه النابض بالقسوة بين أضلاعه .. !
وشرع يغني بصوته الوحشي المنفر بنبرة منخفضة ، ويعود ليلزم الصمت ، والخجل مرتسماً بعينيه لبشاعة صوته ، فيما الجميلة أخذت تشجعه بعينيها الجميلتين على الغناء وملامحها البريئة تعكس ابتسامة ملؤها الحنان والمودة لهذا الوحش الضخم الذي تمسك بكفه الخشنة بيديها الناعمتين ..
وهكذا بدأت العلاقة بين الجميلة والوحش تأخذ منحى جديد ، وبدأ الوحش يستسيغ عشرة الجميلة والحياة الجديدة التي نقلتها لقصره ، وعرف لأول مرة معنى الربيع و الأمل .. وأخذ يخرج من عزلته يوماً بعد يوم ، ليتجاذب أطراف الحديث القصير مع الجميلة وهو متخفٍ وراء ردائه الطويل حتى لا ترى قبحه الذي يخفيه عنها .. فيما استمرت الجميلة تنثر الأمل والزهور بين زوايا قصر الوحش فجددت الحياة في كل ركن به ، حتى جاء اليوم الذي دخلت به غرفة مظلمة معزولة كان الوحش يدخلها من وقت لآخر ويمضي بها ساعات طويلة يعوي بألم وحزن ، ويعود ليخرج منها حزيناً كارهاً لكل ما حوله ..
لم يكن يدفع الجميلة لدخول هذه الحجرة سوى الفضول الذي كان يسيطر عليها لتكتشف سر هذه الحجرة ..
واقتاد الفضول قدما الجميلة لتقتحم عتبة الحجرة .
يتبع......................