كل اسبوع هيكون عندكم قصتين من واقع الشارع المصرى وطبعا مادام هو
محطوط فى المنقول فهو اكيد منقول اتمنى يعجبكم ومع اول قصه
من السمات المعروفة عن الشعب المصري منذ أمد بعيد خفة الظل.. ولكن يبدو أن ظهور بعض البرامج السخيفة التي تعتمد على المقالب الأسخف في المواطنين الغلابة -اللي أصلاً مش ناقصين بلاوي- ومع ازدياد أحوال المعيشة سوءاً فقد تسربت السخافة للشارع المصري لتحول خفة الدم الموجودة بصورة طبيعية في شخصية المواطن المصري إلى استظراف مصطنع.. وهذا ما تأكدت منه بعد أن تجرعت مرارة كأس السخافة والسماجة والاستظراف في شارعنا المصري الطيب...
كانت إحدى قريباتي في المستشفى تجري عملية جراحية، وكانت في حالة حرجة وحالة التوتر تسود العائلة بأكملها.. وكنت أنا وخالي نمكث في البيت لنرعى الأطفال.. ثم اتصلوا بنا من المستشفى وطلبوا أن نحضر فوراً لاختبار فصيلة دم كلٍّ منا حيث كانت تحتاج لنقل دم.. فذهبنا مسرعين إلى المستشفى، ولم تكن تبعد كثيراً عن البيت، فالمشوار للمستشفى يستغرق حوالي ربع الساعة فقط مشيا -ونصف ساعة بالمواصلات نظراً للاختناق المروري الأبدي- إذن سنستطيع المساعدة والعودة سريعاً للأطفال.. المهم قررنا أن نمشي ولم نكن نعلم أننا على موعد مع السخافة وأن المشي إلى المستشفى في هذا اليوم بالذات سوف يستغرق وقتاً أطول...
في طريقنا للمستشفى، استوقفنا شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره ليسألنا عن الساعة بلغة الإشارة، ففهمنا أنه أصم وأبكم ويحتاج للمساعدة.. وطبعاً أمام حالة إنسانية كهذة لابد لنا من تقديم المساعدة خاصة وأن الإجابة عن الساعة لن تستغرق دقائق قليلة.. أو هذا ما اعتقدناه.. وبعد أن أفهمناه -بعد عناء- أن الساعة الثانية والنصف -والأزمة الحقيقية كانت في النصف هذا- توالت الأسئلة والاستفسارات عن عنوان وميدان ومحلات وأخرج الأوراق المكتوب فيها ما يريده.. ونحن نشرح ونشاور -حتى أصبنا بالدوار- وتليفوناتنا تصرخ في أيدينا بسبب تأخرنا عمن في المستشفى، والأفكار السيئة تتلاعب برأسي عما يمكن أن يكون فعله الصغار بالمنزل بل وبأنفسهم خاصة وأن صغار عائلتنا هم عبارة عن ملائكة بأجنحة -وأنياب.. كل هذا وهو يشير أنه لم يفهم.. وكلما حاولنا أن نمضي "بصنعة لطافة"، يضرب على صدره وكأنه يستعطفنا.. المهم بعد خمسة وعشرين دقيقة من العرق المتصبب والقلق بسبب التأخير -وبصراحة الزهق والخنقة- وبعد أن أتممنا مهمتنا العصيبة معه على خير وأجبنا على جميع استفساراته بلغة الإشارة التي لا نعرفها والتي بدا هو الآخر يجهلها، فوجئنا به يقول وقد أصبح نصف وجهه مفتوحاً على شكل ابتسامة ساخرة: "شكراً".. ثم "هي هي هي هي هي.. سلامو عليكو.."!!!
لا ياحضرات لم تكن هذه معجزة.. لم ينطق الأبكم على أيدينا بعد أن علم بإطلاق إيران لقمر صناعي إيراني 100%.. لقد كان السيد المحترم صاحب الثلاثين ربيعاً "بيهزر"!! أو بمعنى أصح "بيستظرف".. ودون أن يكون هناك سابق معرفة بيننا وبين معاليه.. ودون أن يعرف ظروف من يحاول الهزار معهم أو الانتقام منهم بالسخافة والاستظراف، أو حتى يقدر كونهم في عجلة من أمرهم وتبدو ملامح القلق على وجوههم.. ولولا أن الظروف فعلاً لم تكن تتحمل تأخير ولا دقيقة واحدة، لكنا أضحكناه فعلاً ولكن في قسم الشرطة.. وبما أن الظروف كانت في صفه من حيث الوقت، ومن شدة ذهولنا وصدمتنا من وجود هذا الكم الهائل من السخافة متخفية داخل مجتمعنا، لم نملك فعل شيء سوى النظر لبعضنا البعض في ذهول و"خنقة" ثم المضي في صمت وسرعة لنساعد قريبتنا، ولسان حال كل منا يقول: "منهم لله اللي بيأذوا النااااس"..
محطوط فى المنقول فهو اكيد منقول اتمنى يعجبكم ومع اول قصه
موعد مع.. السخافة!!
من السمات المعروفة عن الشعب المصري منذ أمد بعيد خفة الظل.. ولكن يبدو أن ظهور بعض البرامج السخيفة التي تعتمد على المقالب الأسخف في المواطنين الغلابة -اللي أصلاً مش ناقصين بلاوي- ومع ازدياد أحوال المعيشة سوءاً فقد تسربت السخافة للشارع المصري لتحول خفة الدم الموجودة بصورة طبيعية في شخصية المواطن المصري إلى استظراف مصطنع.. وهذا ما تأكدت منه بعد أن تجرعت مرارة كأس السخافة والسماجة والاستظراف في شارعنا المصري الطيب...
كانت إحدى قريباتي في المستشفى تجري عملية جراحية، وكانت في حالة حرجة وحالة التوتر تسود العائلة بأكملها.. وكنت أنا وخالي نمكث في البيت لنرعى الأطفال.. ثم اتصلوا بنا من المستشفى وطلبوا أن نحضر فوراً لاختبار فصيلة دم كلٍّ منا حيث كانت تحتاج لنقل دم.. فذهبنا مسرعين إلى المستشفى، ولم تكن تبعد كثيراً عن البيت، فالمشوار للمستشفى يستغرق حوالي ربع الساعة فقط مشيا -ونصف ساعة بالمواصلات نظراً للاختناق المروري الأبدي- إذن سنستطيع المساعدة والعودة سريعاً للأطفال.. المهم قررنا أن نمشي ولم نكن نعلم أننا على موعد مع السخافة وأن المشي إلى المستشفى في هذا اليوم بالذات سوف يستغرق وقتاً أطول...
في طريقنا للمستشفى، استوقفنا شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره ليسألنا عن الساعة بلغة الإشارة، ففهمنا أنه أصم وأبكم ويحتاج للمساعدة.. وطبعاً أمام حالة إنسانية كهذة لابد لنا من تقديم المساعدة خاصة وأن الإجابة عن الساعة لن تستغرق دقائق قليلة.. أو هذا ما اعتقدناه.. وبعد أن أفهمناه -بعد عناء- أن الساعة الثانية والنصف -والأزمة الحقيقية كانت في النصف هذا- توالت الأسئلة والاستفسارات عن عنوان وميدان ومحلات وأخرج الأوراق المكتوب فيها ما يريده.. ونحن نشرح ونشاور -حتى أصبنا بالدوار- وتليفوناتنا تصرخ في أيدينا بسبب تأخرنا عمن في المستشفى، والأفكار السيئة تتلاعب برأسي عما يمكن أن يكون فعله الصغار بالمنزل بل وبأنفسهم خاصة وأن صغار عائلتنا هم عبارة عن ملائكة بأجنحة -وأنياب.. كل هذا وهو يشير أنه لم يفهم.. وكلما حاولنا أن نمضي "بصنعة لطافة"، يضرب على صدره وكأنه يستعطفنا.. المهم بعد خمسة وعشرين دقيقة من العرق المتصبب والقلق بسبب التأخير -وبصراحة الزهق والخنقة- وبعد أن أتممنا مهمتنا العصيبة معه على خير وأجبنا على جميع استفساراته بلغة الإشارة التي لا نعرفها والتي بدا هو الآخر يجهلها، فوجئنا به يقول وقد أصبح نصف وجهه مفتوحاً على شكل ابتسامة ساخرة: "شكراً".. ثم "هي هي هي هي هي.. سلامو عليكو.."!!!
لا ياحضرات لم تكن هذه معجزة.. لم ينطق الأبكم على أيدينا بعد أن علم بإطلاق إيران لقمر صناعي إيراني 100%.. لقد كان السيد المحترم صاحب الثلاثين ربيعاً "بيهزر"!! أو بمعنى أصح "بيستظرف".. ودون أن يكون هناك سابق معرفة بيننا وبين معاليه.. ودون أن يعرف ظروف من يحاول الهزار معهم أو الانتقام منهم بالسخافة والاستظراف، أو حتى يقدر كونهم في عجلة من أمرهم وتبدو ملامح القلق على وجوههم.. ولولا أن الظروف فعلاً لم تكن تتحمل تأخير ولا دقيقة واحدة، لكنا أضحكناه فعلاً ولكن في قسم الشرطة.. وبما أن الظروف كانت في صفه من حيث الوقت، ومن شدة ذهولنا وصدمتنا من وجود هذا الكم الهائل من السخافة متخفية داخل مجتمعنا، لم نملك فعل شيء سوى النظر لبعضنا البعض في ذهول و"خنقة" ثم المضي في صمت وسرعة لنساعد قريبتنا، ولسان حال كل منا يقول: "منهم لله اللي بيأذوا النااااس"..