عالمى الصغير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عالمى الصغير

2 مشترك

    طوفان نوح

    CASSANO666
    CASSANO666
    مبدع جديد
    مبدع جديد


    ذكر
    عدد المساهمات : 19
    نقاط : 57
    تاريخ التسجيل : 20/03/2009
    العمر : 38

    طوفان نوح Empty طوفان نوح

    مُساهمة من طرف CASSANO666 الثلاثاء يونيو 16, 2009 9:49 am

    مرت قرون وسيدنا نوح ثابت على الدعوة وقومه أجيال بعد أجيال يتواصون بتكذيبه ورفض دعوته ويتفقون على هذا التكذيب لدرجة أن الأب عندما يستشعر اقتراب الأجل كان يوصي أولاده بألاّ يتبعوا دعوته، فتوارثوا جميعا تكذيب نوح عليه السلام وهجر دعوته إلى الله.

    تعالوا نعيش مع الآيات من سورة نوح..: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ( ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)..}

    وبداية نقول إن المتدينين خمسة أنواع:

    النوع الأول: الذي يسمع ولديه معلومات دينية كثيرة جدا ولكنه مجرد أذن لا أكثر..

    النوع الثاني: هو الذي يصلي ويصوم ولا يفعل الكبائر، لكن قلبه ليس مع الله، والعلاقة بينه وبين الله فاترة..

    النوع الثالث: يريد أن يتقرب إلى الله أكثر بالعبادات..

    النوع الرابع: لا يزيد على النوع الثالث سوى في أنه يريد أن يأخذ أصدقاءه وأقاربه في طريقه "طريق الهداية"..

    النوع الخامس: يعيش لربنا وهدفه في الحياة هو القرب من الله ودخول الجنة دون أن يتخلى عن أداء دوره في الدنيا بحيث يجعل حياته بما فيها من أعمال دنيوية فيها إرضاء لله..

    ولذلك نحن نسرد قصة سيدنا نوح لكي تسعى إلى أن تكون من هؤلاء الذين يعملون لدينهم دون تقصير في أمور دنياهم، وأول درس نستطيع أن نخرج به من الآيات السابقة هو أهمية الدعوة إلى الله.. حتى تستقيم الحياة.

    ولكن على الداعي قبل ذلك أن يتودد إلى من يدعوهم، وإلا فلا فائدة من دعوتهم؛ فالأصل أن تكون على معرفة وثيقة بهم.. والدعوة وظيفة الأنبياء، والعلماء من بعدهم، وتستطيع أنت أيها المسلم صاحب الخلق أن تدعو لمكارم الأخلاق بالكلمة الطيبة وبالقدوة الحسنة، ثم انظر لرحمة الله بك إذ جعلك وسيلة لتأخذ بيد قريب أو صديق.. فأحد التابعين يقول: "إنني كلما أخذت بيد إنسان فاستجاب لي شبِعت نفسي وارتوت، وأصبح لا حاجة لي في مأكل ولا مشرب".. والوصول إلى هذا الشعور هو دليل الإيمان ..

    فإذا تساءلنا وماذا يمكن أن يقول الداعي إلى الله؟ فإن الإجابة جاءت على لسان سيدنا نوح في: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} أي أنه بدأ بالترغيب وليس الترهيب، فلم يقل إنك يا فلان ستدخل جهنم ولكنه بدأ بالأمر اليسير، مطالبة قومه بالاستغفار ووعدهم بأن في مقابل ذلك سينالون الخير كله.. فانظر للآيات: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)}

    لقد ظل سيدنا نوح يدعو قومه، فكان نتيجة دعوته قرابة العشرة قرون أنه لم يؤمن معه إلا 80 شخصا فقط، ولنقرأ ما جاء في الكتاب الكريم في سورة نوح على لسان سيدنا نوح: {قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)}

    نعم لقد فعلوا كل هذا فحق عليهم العذاب، وكتب عليهم الغرق وبدأ سيدنا نوح يدعو ويقول: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)}.

    وهنا يظهر سؤال: هل يصح لنبي أن يدعو على قومه؟
    إذا كنت تريد أن تعرف فافتح معي سورة هود.. وبالتحديد الآية رقم (36) تقول الآية: {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}.. عرفت متى دعا عليهم؟ عندما قال له الله لقد انتهى الأمر ولن يؤمن معه أكثر ممن قد آمن بالفعل فهنا فقط دعا على من لم يؤمن معه من قومه..

    وانظر للآيات التي تليها تجدها تتحدث عن بداية الطوفان، أي منذ بدأ سيدنا نوح في صنع الفلك، وتعرفون أن العلماء يقولون إن صنع الفلك استغرق 300 سنة كاملة، رغم أنه ليس هناك عليه دليل من كتاب أو سنة.. ولكني أرى هذا الرقم منطقيا لسبب واحد هو أن سيدنا نوح كان يعيش في صحراء جرداء ومطلوب منه أن يصنع سفينة تتسع لكل زوجين اثنين من كافة المخلوقات الموجودة وقتها وهو بحاجة إلى أخشاب ومستلزمات كثيرة فمنطقي جدا أن يستغرق الأمر كل هذه السنوات لكي ينجح في بناء السفينة منذ أن جاء له الأمر من الله، والذي يظهر في الآية الكريمة من سورة هود: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37)}.. وتذكر أن سيدنا نوح تحول لمزارع يزرع الأشجار لكي يستخلص منها الخشب الذي يبني به السفينة الضخمة بعد ذلك..

    ثم يبني السفينة، وتتوالى الآيات الشارحة لذلك: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)} مع أن موقف سيدنا نوح الظاهري أنه في موقف ضعف أمام قومه ولكن انظر إلى عزته وهو يقول لقومه: {إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} ويستكمل فيقول: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39)} حتى جاء أمر الله له بعد انتهائه من بناء السفينة: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)} و"فار التنور" تعني: "عندما أمر الله نوحا بأن يبني السفينة لم يذكر له ميعاد الطوفان ولكن أعطاه إشارة وهي أن فرن منزله سوف يبدأ في إخراج فقاعات من المياه وهذا معنى و"فار التنور".

    فبمجرد ظهور هذه الفقاعات يسرع سيدنا نوح بأن يضع من آمن معه في السفينة لأن بعدها بقليل ستبدأ الصحراء في إخراج كميات هائلة من المياه، وسيكون هذا هو الطوفان ويبدأ الإغراق.. وهناك أيضا سؤال مهم جدا: لماذا وضع الله لنوح علامة ولم يقل له على ميعاد الطوفان بالتحديد مثلما فعل مع سيدنا لوط وصالح بأن حدد لهم الدقيقة والساعة؟

    لأنه لو حدد له ميعاد الطوفان ستكون علاقة المؤمنين مع سيدنا نوح علاقة مفككة، لكن لو هو لم يعرف الميعاد ستكون علاقته بهم متماسكة حول بناء السفينة في انتظار الإشارة. فالهدف هو أن يكون هناك وحدة بين سيدنا نوح والمؤمنين..

    وبنى نوح السفينة، وأمره الله أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين من أجل الحياة الجديدة التي ستبدأ بالمؤمنين فقط.. وانظر لتلك الآية: {وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ}.. فلماذا لم يضع أهل سيدنا نوح مع المؤمنين.. ألم يكونوا كلهم مؤمنين؟! الحقيقة لا.. فعائلة سيدنا نوح كانت مقسمة ثلاث فئات:
    أب وأم مؤمنين.. وزوجة كافرة.. وأولاد أربعة: واحد كافر وثلاثة مؤمنين..

    وهنا سؤال: لماذا لم يُطلِّق نوح امرأته ذات العقيدة الفاسدة والتي لم تؤمن معه؟ لأن الطلاق لم يكن سهلا أبدا حتى مع كفر امرأته..

    نعود ونستكمل، القصة حيث انطلقت السفينة ولكن قبل ذلك قال سيدنا نوح: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41)}... ولكن لماذا قال: {إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}؛ لأن المؤمنين كانوا في شدة حالات الخوف وهم على متن السفينة فأراد أن يطمئنهم، وبعضهم عنده ذنوب فخاف أن يغرق بذنوبه..

    ثم: {وهيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)}

    وبدأت الحياة من جديد على أساس من الإيمان بالله، ولكن إلى حين فمعركة الشيطان مع الإنسان مستمرة إلى يوم القيامة..

    ونختتم حديثنا عن قصة سيدنا نوح بموقف للإمام الشافعي، إذ جاء رجل إلى الإمام الشافعي فقال: "يا إمام عليَّ ديون فانصحني" قال له: "استغفر الله" ويأتي له شخص آخر فيقول: "يا أمام امرأتي لا تلد.. انصحني" قال له: "استغفر الله" فقيل له فيما معناه ألا يوجد شيء آخر تقوله لنا.. فقال: "قال الله عز وجل: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)} وهكذا يمد الله الذاكرين المستغفرين بعطاء الدنيا والآخرة.

    فاللهم قنا شر وساوس الشيطان وقنا شر أنفسنا..
    واغفر لنا وارحمنا.. وتولنا فأنت أرحم بنا منا.

    ****
    khookheeta
    khookheeta
    المدير العام
    المدير العام


    انثى
    عدد المساهمات : 494
    نقاط : 961
    تاريخ التسجيل : 18/03/2009
    العمر : 35
    المزاج : تمام الحمد لله

    طوفان نوح Empty رد: طوفان نوح

    مُساهمة من طرف khookheeta الثلاثاء يونيو 16, 2009 10:12 am

    طوفان نوح 868686

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:34 pm