--------------------------------------------------------------------------------
رسالة الحب الاخيرة
كانت تجلس قرب النافذة تشيّع بنظراتها ذلك الشارع المظلم .. كعادتها عندما يتأخر .. تغالب النعاس تارة وتارة يغالبها حتى أسلمت نفسها لنوم عميق ..
كانت السماء تمطر بغضب عندما عاد يتكأ على عصا همومه ويتعثر بأذيال حزنه .. يشق طريقه بصعوبة ... أخذ يتلمس مكان المفتاح ففتح الباب واتخذ طريقه إلى حجرته الصغيرة الكبيرة .. لم يكن باستطاعته أن يرفع يده ليضيء النور .. شعر برغبة للتقيؤ لكنه لم يستطع فقد تقيء كثيرا وكان في كل مرة يلفظ أحشائه خارجا .. أخذ يسعل بشدة فاستند إلى أحد الجدران المصبوغة بألوان الرطوبة .. دخل حجرته ورمى بنفسه على سريره كأنه عجوز سكير قد أفرط بالشرب .. وظل دون حراك وراح يشعر أن الوجود يرفضه ..
رن الهاتف في الغرفة المجاورة .. كان يعرف أنها هي لكنه لم يستطع النهوض ليرد عليها .. كانت قد استيقظت على صوت الرعد وهو يعربد في سكون الليل المظلم .. نظرت إلى غرفته التي كانت ما تزال مظلمة فظلت تنتظر عودته وفي رأسها تعصف أفكار مشؤومة وتساؤلات حيرى ....
أما هو فقد شعر برغبة عارمة إلى الكتابة .. كان من عادته أن يضع تحت وسادته ورقة وقلما ليدون خواطره .. لكنه وجد الورقة وحدها بحث عن القلم على المنضدة المجاورة فوجد مدية صغيرة وتلاقت يده مع المصباح فأضاءه .. جرح أصبعه وخط بدمه أربع كلمات .. وانتهى كل شيء فقد أغمض اغماضته الأخيرة وسقطت الورقة أرضا ...
كانت قد انتبهت إلى الضوء الذي انبعث فجأة من غرفته .. نهضت مسرعة تتجه نحو منزله فوجدت بابه مفتوحا والمفتاح ما يزال في مكانه .. دخلت وأضاءت النور فرأت آثار قدميه وقد رسمها الطين العالق في قدميه على الأرض.. وما كان منها إلا أن تتبع تلك الآثار لتقودها إليه ..
وجدته ملقى على وجهه ، نادته ، حركته ، لكنه ظل صامتا لا يتحرك .. فصرخت بأعلى صوتها " أحمد " فعاد صدى صوتها ممزقا صمت تلك اللحظة ليردد ما قالته " أحمدددددددد " ... شعرت بالخوف .. انتبهت تلك الورقة فحملتها والدموع تتلألأ في عينها ...
كان قد خط عليها بالدم " بعد التحية ، أحبك يا أسماء " .. جلست قربه تبكي فاختلط دمعها بدمه ليرسم لوحة الحزن الممطرة ..
قالت له معاتبة : " أَ بعد أن أحببتك تكتب رسالتك الأخيرة وترحل "
وهنا استعاد وعيه .. كان قد خرج عن دائرة الوجود ثم عاد إليها
فلملم شتات قوته ليصرخ بصوت مزق سكون الليل وبدل حزنها فرحة جديدة
" بل إنها رسالتي الأولى "
__________________
رسالة الحب الاخيرة
كانت تجلس قرب النافذة تشيّع بنظراتها ذلك الشارع المظلم .. كعادتها عندما يتأخر .. تغالب النعاس تارة وتارة يغالبها حتى أسلمت نفسها لنوم عميق ..
كانت السماء تمطر بغضب عندما عاد يتكأ على عصا همومه ويتعثر بأذيال حزنه .. يشق طريقه بصعوبة ... أخذ يتلمس مكان المفتاح ففتح الباب واتخذ طريقه إلى حجرته الصغيرة الكبيرة .. لم يكن باستطاعته أن يرفع يده ليضيء النور .. شعر برغبة للتقيؤ لكنه لم يستطع فقد تقيء كثيرا وكان في كل مرة يلفظ أحشائه خارجا .. أخذ يسعل بشدة فاستند إلى أحد الجدران المصبوغة بألوان الرطوبة .. دخل حجرته ورمى بنفسه على سريره كأنه عجوز سكير قد أفرط بالشرب .. وظل دون حراك وراح يشعر أن الوجود يرفضه ..
رن الهاتف في الغرفة المجاورة .. كان يعرف أنها هي لكنه لم يستطع النهوض ليرد عليها .. كانت قد استيقظت على صوت الرعد وهو يعربد في سكون الليل المظلم .. نظرت إلى غرفته التي كانت ما تزال مظلمة فظلت تنتظر عودته وفي رأسها تعصف أفكار مشؤومة وتساؤلات حيرى ....
أما هو فقد شعر برغبة عارمة إلى الكتابة .. كان من عادته أن يضع تحت وسادته ورقة وقلما ليدون خواطره .. لكنه وجد الورقة وحدها بحث عن القلم على المنضدة المجاورة فوجد مدية صغيرة وتلاقت يده مع المصباح فأضاءه .. جرح أصبعه وخط بدمه أربع كلمات .. وانتهى كل شيء فقد أغمض اغماضته الأخيرة وسقطت الورقة أرضا ...
كانت قد انتبهت إلى الضوء الذي انبعث فجأة من غرفته .. نهضت مسرعة تتجه نحو منزله فوجدت بابه مفتوحا والمفتاح ما يزال في مكانه .. دخلت وأضاءت النور فرأت آثار قدميه وقد رسمها الطين العالق في قدميه على الأرض.. وما كان منها إلا أن تتبع تلك الآثار لتقودها إليه ..
وجدته ملقى على وجهه ، نادته ، حركته ، لكنه ظل صامتا لا يتحرك .. فصرخت بأعلى صوتها " أحمد " فعاد صدى صوتها ممزقا صمت تلك اللحظة ليردد ما قالته " أحمدددددددد " ... شعرت بالخوف .. انتبهت تلك الورقة فحملتها والدموع تتلألأ في عينها ...
كان قد خط عليها بالدم " بعد التحية ، أحبك يا أسماء " .. جلست قربه تبكي فاختلط دمعها بدمه ليرسم لوحة الحزن الممطرة ..
قالت له معاتبة : " أَ بعد أن أحببتك تكتب رسالتك الأخيرة وترحل "
وهنا استعاد وعيه .. كان قد خرج عن دائرة الوجود ثم عاد إليها
فلملم شتات قوته ليصرخ بصوت مزق سكون الليل وبدل حزنها فرحة جديدة
" بل إنها رسالتي الأولى "
__________________